السيناريو الليبي يتكرس في اليمن: حكومتان وعدة رؤوس وجيوش وميليشيات واغتيال محافظ عدن نكسة كبيرة للرئيس هادي والتحالف السعودي
يمنات – رأي اليوم
يشكل اغتيال اللواء جعفر سعد محافظ مدينة عدن الذي تولى منصبه هذا قبل ثلاثة أسابيع، بسيارة مفخخة في حي التواهي نكسة كبيرة و “شخصية” للرئيس عبد ربه منصور هادي، ليس لان اللواء جعفر من أكثر المراقبين له، و إنما لأن هذا الاغتيال يعني أن جهود الرئيس اليمني المدعوم من دول التحالف العربي السعودي في تثبيت الاوضاع الامنية في العاصمة الجنوبية “المؤقتة” تواجه صعوبات كبيرة.
توقيت عملية الاغتيال هذه تشكل احراجا كبيرا للرئيس اليمني ايضا لأنها تأتي قبل اقل من عشرة أيام من انعقاد مؤتمر “جنيف2″، الذي ترعاه الأمم المتحدة ومبعوثها السيد اسماعيل ولد الشيخ للتوصل الى حل سياسي للازمة اليمنية، مثلما يعزز هذا الاغتيال في الوقت نفسه خصومه في التحالف “الحوثي الصالحي” الذين يراهنون دائما على انهيار الاوضاع الامنية في المحافظات الأربع التي استعادتها قوات الرئيس هادي، وهي لحج والضالع وابين وشبوه، وان كان لا بد من الاعتراف بأن السيطرة على هذه المحافظات ليست كاملة.
ان اخطر ما في عملية الاغتيال هذه هو تبني “ولاية عدن ابين” التابعة لـ”الدولة الاسلامية” المسؤولية عن تنفيذها، في بيان اصدرته ونشرته مواقع جهادية عديدة، تابعة او متعاطفة معها، قالت فيه “بعملية امنية جرى التخطيط لها بدقة تم بفضل الله قتل المرتد، رأس الكفر، جعفر محمد سعد وثمانية من مرافقية وذلك بتفجير سيارة مفخخة مركونة على موكبه عند مروره في حي التواهي”.
فمن الواضح ان هذه العملية وتنفيذها بهذه الدرجة العالية من الدقة يوحي باختراق “الدولة” للاجهزة الامنية في مدينة عدن، وربما مكتب اللواء جعفر نفسه، والدائرة الضيقة المحيطة به، هذا الى جانب وجود تقصير امني في الوقت نفسه.
وصول “الدولة الاسلامية” وبهذه القوة الى محافظة عدن التي من المفروض ان تكون اكثر المحافظات امنا لوجود الرئيس هادي فيها، يشكل فألا سيئا لقوات التحالف السعودي، والقوات السودانية التي يصب تعدادها 5000 جندي، ومن المفروض ان تحقق الاستقرار الامني، وتمنع حدوث اي تجاوزات واعمال اغتيال.
واذا وضعنا في اعتبارنا ان تنظيم “القاعدة” الام يحظى بوجود قوي في عدن، الى جانب محافظات جنوبية اخرى مثل ابين وحضرموت، ونفذ عدة هجمات وعمليات اغتيال استهدفت مسؤولين تابعين لحكومة هادي، فان الصورة تبدو اكثر قتامة.
اليمن يعيش اوضاعا صعبة، وحصار بري وبحري وجوي خانق، وقصف جوي وارضي يحصد ارواح الآلاف من الابرياء والخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وتعليم وصحة معدومة، في ظل عجز جميع الاطراف المتورطة في الصراع على الحسم، ففي البلاد حكومتان، واحدة للرئيس هادي باتت برأسين، واحدة في عدن برئاسته، والثانية في مأرب بزعامة نائبه ورئيس وزرائه خالد بحاح.
السيناريو الليبي يتكرر حرفيا هذه الايام في اليمن، فالدولة المركزية ضعيفة وتعاني من انقسامات حادة، والبلد بات خاضعا للميليشيات المسلحة من كل الالوان والاطياف، والمجتمع الدولي منشغل بالازمة السورية، والشعب اليمني، مثل الشعب الليبي يدفع الثمن من دمه وارواح ابنائه، مع فارق اساسي ان الشعب اليمني محاصر مجموع مقتول، ومن قبل اشقاء عرب ومسلمين للأسف.